
في هذه الظروف التي رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- يعلن فيها عن قرب رحيله من هذه الحياة، بكل ما لذلك من تأثير كبير في واقع الأمة، ما يحدثه ذلك من فراغ كبير جدًّا، ما يتركه ذلك من قلق بالغ على مستقبل الأمة ما بعد وفاة نبيها -صلوات الله عليه وعلى آله- فيما كان يمثله رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- وفيما كان له من أهمية قصوى، وهو الرسول بكل ما تعنيه الرسالة الإلهية، في موقع النبوة والرسالة، يؤدي رسالته كرسولٍ ونبيٍ لله -سبحانه وتعالى- يبلغ رسالة الله، ويقوم هو عملياً بإقامة دين الله، والتنفيذ لتلك الرسالة الإلهية والتطبيق لها، والإشراف على تطبيقها في واقع الحياة، الفراغ الكبير الذي يمكن أن يتركه النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- ما بعد وفاته في موقع الهداية والقدوة والقيادة، والتحرك بالأمة في مسيرة الإسلام بكل جوانبها: التربوية، والتنفيذية، والعملية، بكل ما يتعلق بها من مسؤوليات، وبكل ما يرتبط بها من: إجراءات، وسياسات، ومواقف، وتوجهات، يمكن أن يترك هذا الرحيل بما يتركه من فراغ هاجساً كبيراً لدى الناس، ليست المسألة عادية، من حق الناس أن يتساءلوا وأن يقلقوا تجاه مستقبلٍ يحدث فيه هذا الفراغ، وفراغ كبير.
اقراء المزيد